(أغرب قصة عرفتها المحاكم)
توفي الرجل المسن (حزان الحربي) رحمه الله عام 2019 - صاحب أغرب قضية عرفتها المحاكم السعودية ، بعد تعرضه لحادث مروع ، تم وضعه على إثره في العناية المركزة حتى وفاته.
حكاية هذا الرجل الذي اختلف مع أخيه الأصغر ، حول رعاية والدتهما المسنة ، إذ أراد أن يبررها ، وأن يتقاضى راتبها ، حتى نشأ الخلاف. تطوير والوصول إلى الساحة القضائية !!
بعد جلسات استماع مطولة ، قرر القاضي أنها يجب أن تعتني بشقيقها الأصغر ، بسبب تقدم حيزان الحربي في السن.
قضيته في الذاكرة ، إلى جانب المحاكمة الجميلة بين شقيقين ، والتي ربما تكون من أغرب الخلافات التي شهدتها المحاكم الشرعية في تاريخها.
فالمحاكمة التي بكى فيها حزان ، وكل من سمع بها ، خاطبها خطباء المسجد من على المنابر ، وأطلقوا ضجيجًا من البر الصادق والتضحية الصادقة.
لم يكن الخلاف بين حزان وأخيه الوحيد متعلقًا بالمال أو العقارات ، بل يتعلق بشرف وخدمة والدتهما العظيمة.
التي ليس لها في الدنيا إلا خاتم نحاسي في إصبعها !!
كانت المرأة في رعاية ابنها الأكبر حزان الذي كان يعيش بمفرده ، وعندما كبر جاء شقيقه الآخر الذي يعيش في بلدة أخرى ليأخذها للعيش مع عائلته ويقدم لها الخدمة المطلوبة. والرعاية.
في ذلك الوقت ، رفض حزان التخلي عن والدته بحجة أنه لا يزال قادرًا على الاعتناء بها ، وأنه لا ينقصه شيء.
وقال حزان حينها: (بيني وبينك قضاء الله يا غالب) يعني أخيه.
بعد ذلك توجهوا إلى محكمة الأسياح لتتواصل الجلسات وتتحول إلى مسألة رأي عام على مستوى المحافظة تحت شعار:
(من يفوز؟)
وبما أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى حل من خلال تقارب وجهات النظر ، فقد طلب القاضي إحالتها إلى المحكمة حتى تتمكن الأم من حل القضية واختيار من تريد بنفسها.
في الجلسة المقررة أخذوها بدورهم لحملها في صندوق ، وعرضوها على القاضي الذي سألها سؤالاً عنها ، رغم تقدمها في السن ، ما زالت على علم بكل حجمها:
ايهما تختار يا ام حزان؟
لم يكن الرد أفضل من كل المحاولات للتوفيق بين وجهات النظر
نظرت إليهما وأظهرت مساحتين وقالت:
(هذه هي عيني هذه) (وهذه هي عيني التي)
لدي هذا فقط.
وهنا كان على القاضي أن يفصل بينهما حسب ما تمليه مصلحته ، أي أنها نقلت من حزان إلى منزل أخيها ذلك اليوم !!
بكت حزان كثيرًا ، وبكى شقيقها ، وتناوبوا على حملها إلى السيارة التي ستأخذها (رحمها الله) إلى منزلها الجديد ، ولم يكن حزان يعمل في أي عمل لإعالة والدته.
وتم تصوير مقاطع فيديو للمتوفى يتحدث عن فضل والدته لها وحبها لها ، وكيف يحاول أن يمدها بالطعام ويكرمها ويدعو لها جنتها.
كيف تكون والدتك على قيد الحياة ولا تكون تحت قدميه؟ !
ويدعو الشباب إلى اللطف مع أمهاتهم لينال رضا الرحمن.
التعليق فقط على هذه القصة:
هناك أخ له ابن أعمى سمعته ذات مرة يقول له:
يا بني والله ما فاتك شيء مهم في الدنيا إلا وجه والدتك.
لقد كان من أعظم الأشياء التي سمعتها.
استمتع بوجود أمهاتك في حياتك .. فاجعلهن كنزاً
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى دائما